بعض الحقوق المعترف بها للأطفال في الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل :
للطفل الحق في العيش ، و النمو ، و الحماية و المشاركة ، له الحق في التمتّع بحياة عادية ، والتفتّح ، وفي النمو بصورة مرضية ، و للطفل الحق في الحماية ضد الاستغلال الاقتصادي و ضد كل عمل يعرض صحته ونموه الجسدي و العقلي للخطر ، له الحق في الحماية ضد جميع أشكال التعدي والعنف والاستغلال . يجب أن لا يكرّه الطفل على أي عمل ينطوي على مخاطر من شأنها النيل من صحته ، وتربيته ، والإضرار بنموه الجسدي أو العقلي أو الاجتماعي .
عمالة الأطفال جريمة في حق الطفولة :
في الوقت الذي تنادي فيه منظمة اليونيسيف بحماية حقوق الطفل ، يبقى الكثير من الأطفال عبر العالم مستغلين كعبيد يقومون بأعمال شاقة لساعات طويلة مقابل دخل ضعيف ليحرموا بذلك ، من حقّهم في التعليم والتحصيل الدراسي والتنعّم بطفولة هنيئة .
مفهوم عمالة الأطفال :
يعرّف تشغيل الأطفال بأنه كل شكل من أشكال النشاط الإقتصادي الذي يمارسه أطفال ، والذي يحرمهم من كرامتهم و يضر بنموهم الطبيعي ، والجسدي والنفسي.
صور وأشكال غير مقبولة لعمل الأطفال :
يدخل ضمن العمل غير المقبول وغير المشروع للأطفال ، كل عمل يشكل بسبب طبيعته أو مدته عائقا أمام تمدرسهم ، أو يكون ضارًا بصحتهم وبنموهم الجسدي والنفسي .
هناك ثلاث فئات كبرى لعمل الأطفال يجب إلغاؤها نظراً لطبيعتها :
- الأعمال المنجزة من قبل الأطفال تقل أعمارهم عن الحد الأدنى المحدد لهذا النوع من الأعمال .
- الأعمال الخطرة التي من شأنها الإضرار بالصحة الجسدية أو العقلية أو بأخلاقية الأطفال دون سن 18 سنة .
- الأعمال المدانة بذاتها والمصنفة من بين أسوأ أشكال عمل الأطفال و نذكر منها : استعمال الأطفال في ترويج ونقل المخدرات.
– استعمالهم في التسول ، استعمالهم في الجنس ، استعمالهم في الحروب ...
صور وأشكال مقبولة لعمل الأطفال :
ليس كل عمل هو مضر بالأطفال ، فبعض الأطفال يسهمون في مهام منزلية و يساعدون والديهم في بعض الأعمال بدون أن ينال ذلك من تمدرسهم ونموهم الجسدي و النفسي . كما أن هناك شباب بين سن 15 و18 سنة يعملون بطريقة مشروعة تمامًا ، والظروف التي يعملون فيها مطابقة لسنهم ولدرجة نضجهم و لا خطر منها على نموهم العادي .، لذا فهم يكتسبون التأهيل والسلوك الذين سيحتاجون إليهما كعمال في المستقبل و يسهمون في الرخاء الإقتصادي لبلدهم .
أسباب عمالة الأطفال :
- الفقر الشديد والعوز الأسري ، خاصة في حالات اليتم أو الانفصال أو مرض الوالدين .
- محدودية الثقافة التربوية للوالدين و عدم اهتمامهما بالأبناء .
- ذهنيات و معتقدات اجتماعية تعزز الظاهرة كارتباط عمل الطفل بمفهوم الرجولة والنضج .
- التسرّب المدرسي سواء كان إراديًا أو إجباريًا .
- عدم وجود تشريعات تحمي حقوق الطفل وتمنع استغلاله ، أو وجودها مع عدم تطبيقها .
- نقص التوعية و غياب الحس الوطني . ....
تأثير العمل على الطفل ونظرة الطفل العامل لنفسه :
إن عمال الأطفال تؤثر في نمو قدرات الطفل وتعرضه للخطر الجسدي والنفسي وتؤثر على مستقبله وتقديره لذاته وللمحيط الذي يعيش فيه ، وباختصار هذه نظرة الطفل العامل لنفسه :
- الإحساس بالظلم من الآخرين ، ممّا يسبب له الحقد والكراهية لهم ، و يجعله يتبنّى سلوك عدواني نحو المجتمع .
- تقدير متدنّي للذات ، والإحساس بالنقص .
- عدم الثقة في الآخرين ، والشعور بانعدام الأمن والاستقرار .
- الخوف من الآخرين وخاصة من صاحب العمل .
- الأنانية المفرطة (لا يعطي بسهولة لأنه لم يأخذ بسهولة ) .
كيف يجب التدخل للحد من عمالة الأطفال:
- تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية التي تنظم عمل الأطفال .
- تشديد العقوبة على رب العمل وعلى الأهل عند تشغيل الطفل في سن مبكرة .
- الرقابة الفعالة على تطبيق القانون .
- وضع السياسات لمحاربة الفقر وتنفيذها ، وتقديم بدائل ناجعة للأسر التي تم انتشال أطفالها من العمل .
- الإسهام في تحسين ظروف الحياة والعمل للأطفال الذين هم في سن العمل .
- تسجيل الأطفال حال ولادتهم لكي يتمكنوا من ممارسة حقوقهم ، وهذا يمكن أيضًا أعوان الرقابة من معرفة سن كل طفل عامل بصورة دقيقة .
- فرض التعليم الابتدائي الإلزامي ....
- تحسيس وتعبئة المجتمع والمنظمات غير الحكومية ، والنقابات ، والمشغّلين ، ومفتشي الشغل ، وأجهزة الإعلام ، والآباء والأطفال على ضرورة مراقبة تطبيق النصوص ...
الخاتمة :
ما يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به في ميدان محاربة عمل الأطفال . إنها مشكلة يجب مواجهتها بإصرار كبير . إنه تحدٍ حقيقي من الضروري رفعه بكل استعجال . فالأمر يتعلق بحماية أطفالنا ، وبمستقبل شبيبتنا ، وبتفتح مجتمعنا وبتنمية بلدنا . محاربة عمل الأطفال هي قضية الجميع . وعلى كل واحد أن يتدخل في مستواه ، ويعني ذلك : ترسانة الدولة بأجمعها ، وجميع مكونات المجتمع المدني كالنقابات ، والجمعيات العاملة في حقل الطفولة والمواطنة ، و وسائل الإعلام ، وأرباب العمل ، والأولياء ، وحتّى الأطفال أنفسهم .