%AM, %25 %366 %2012 %08:%تشرين1

المواطنة

كتبه  wafa
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المــــــــــــواطنة


المواطنة مأخوذة من الوطن ولا يقصد بها الاستيطان الجسدي بمحل معين، بل تعني بالإضافة إلىذلك نوعا من أنواع الامتزاج بالحضارة والتاريخ والقيم والعناصر البشرية التي تحركتفي رقعة معينة. وعلى هذا فالمواطنة ليست ذلك الانتماء الصوري لبلد بعينه وإنما هيعلاوة على ذلك مشاعر جياشة وانتماء شعوري، والأمر في ذلك شبيه بعلاقة الأبوة التيتربط الأب بالابن فإن العلاقة بينهما ليست منحصرة في كون الأول أصلا للثاني منالناحية الفيزيولوجية فقط وإنما بالإضافة إلى ذلك مجموعة من الوشائج الشعورية التيتثمر حب الأول ورعايته للثاني وتوقير الأخير للأول والبرور به، كذلكم الوطنية.

 

وأما التربية على المواطنة فليست إلا صقلا لفطرة السليمة، ودفعا في اتجاههالأن الإنسان في فطرته مجبول على حب وطنه ولأجل طلك لا يستغرب منه لمجيئه على أصله،وإنما المستغرب خلافه وهو جحوده لوطنه وتنكره له وسعيه للإيقاع به ونحو ذلك منالمفاسد، ومقياس سلامة الفطرة أن يكون ما صبر عنها لا تنكره الطباع السليمة، ذلك أنالفطرة منها ما هو جسدي ومنها عقلي ومنها خلوقي، فالجسدي منها سير على قدميه، وهذالا يستغربه أحد، وسيره على غيرهما مستغرب فهو إذن خلاف الفطرة. والعقلي منها أنالواحد نصف الإثنين لأنه مدرك ببداهة العقول وخلافه مستغرب وهكذا دوالك وعلى هذافلأن التربية على المواطنة إلا دعما للفطرة السليمة للإنسان ومحاربة للشذوذ كمانحارب الشذوذ في التصورات والسلوك.

يفهم الكثيرون أن المواطنة أخد وعطاء و أنها لا تكتمل إذا كان الوطن الذي يعيش فيه الإنسان لا يوفر له الرفاه و أظن أن الأمر يحتاج إلى نظر ،ذلك أن الوطن يعني الأرض و الثرات ،و ذلك بمعزل عما يمكن أن يشهده في الفترة من الفترات من ضيق يلحق الإنسان وعليه فإن مايمكن أن يكون في بعض البلدان من غلاء أو من عسف أو من قلة خدمات أو من تأخر الإصلاحات أو من تعطل المصالح أو من شيوع الرشى أو من ذيوع المحسوبية وأشباه هذا مما ما هو معلوم فإن ذلك إن وجد في بعض الأوقات في بعض البلدان لا يعفى أهلها من واجب حب الأوطان والسعي في مصالحها، لأن مقتضى ذلك الحب ينبغي أن يدفع لإصلاح ما فسد من االأوضاع وسد ما وقع فيه منها خلل لا أن يكون باعثا على الإنتقام 

و نكران الجميل .

ولهذا فإن هذا اللبس الواقع كثيرا هو الذي اقتضى هذا التنبيه ، وهو الفصل بين حب الوطن وما يقتضيه من جلب من كل مصلحة له والصبر على مايعتري الإنسان في سبيل ذلك من مشاق ،وبين شكوى  الإنسان من ضيق الزمان الذي يمكن أن يناله في وقت من الأوقات ،فمحبة الأوطان شئ ،وضيق الأزمان شئ آخر . وقديما قال الحكماء "لولا حب الوطن لخرب البلد  السوء " يقصدون بذلك البلدان التي تقل مواردها الطبيعبة وتصعب  الإقامة فيها لجفاف أو بعد و نحو ذلك ، فلولا تشبت أهلها عنها ،لكن حب الوطن ألزمهم البقاء فيها إعمار ها. و الإعمار هو الذي يعبر في عصرنا بالتنمية . و الحاصل أن التمييز بين القضيتين أمر لازم.

اقتراح برامج إعلامية تتوخى النهوض بقيم المواطنة

تلعب البرامج الإعلامية دورا هاما في النهوض بقيم المواطنة باعتبارها وسيلة مهمة لنشر هذه القيم

-فما معنى البرنامج الإعلامي؟

-و ما خطوات إعداده؟

-و ما هي منهجية كتابة مذكرة لعرض مقترحات على الجهات المعنية؟

1- مفهوم البرنامج الإعلامي للنهوض بقيم المواطنة وأنواعه

1ـ البرنامج الإعلامي وأهدافه
            البرنامج الإعلامي هو فعل تواصلي مع الجمهور لأجل تبادل المعلومات التفاعل المشترك مع مشاكل المجتمع قصد التأثير في سلوكات ومواقف الأفراد والجماعات في اتجاه تنمية الروح الوطنية والنهوض بقيم المواطنة.يعتبر البرنامج الإعلامي أيضا فرصة لإشراك المستفيدين منه في فهم مشاكل مجتمعهم والمساهمة في التغلب عليها، مما يدعم جانب التحسيس والتواصل لديهم.
يدخل البرنامج الإعلامي ضمن علاقة تواصلية تربط بين كل من المُرسل الذي
أعد الرسالة والمُرْسَلْ إليه أي الجمهور ومادة التواصل وهي الرسالة الموجهة
بالإضافة إلى قناة التواصل وتكون إما كلمة أو صورة أو هما معا.

2ـ تتنوع البرامج الإعلامية شكلا ومضمونا:


تنقسم البرامج الإعلامية من حيث الشكل إلى إعلام مكتوب يستهدف القارئ
باستخدامه للكلمة المكتوبة كالمقالات الصحفية والتحقيقات وغيرها، وإعلام مسموع
موجه للمستمع للمشاهد المنطوقة عن طريق الأحاديث والحوارات الإذاعية والندوات...
وأخيرا إعلام مرئي يوصل برامج تلفزية و شهارات اجتماعية وغيرها
تختلف البرامج الإعلامية التي تتوخى النهوض بقيم المواطنة أيضا من حيث
المضمون ما بين إعلام يدخل في مجال التحسيس، والهدف منه التأثير في أفكار ومواقف
وسلوكات الجماعات والأفراد بهدف التوعية والتربية وإعلام يدخل ضمن مجال الترافع
والتفاوض مع المسؤولين، وهدفه التأثير في مسلسل اتخاذ القرار أو القيام بإنجازات
لصالح المواطن.

خطوات إعداد وتطبيق برنامج إعلامي للنهوض بقيم المواطنة
1ـ خطوات إعداد البرنامج:
تتضمن خطوات إعداد البرنامج الإعلامي وضع تصور شامل يتضمن:

-      اختيار وتحديد الموضوع الذي يجب أن يكون مرتبطا بخدمة قضية مجتمعية لها علاقة بإحدى قيم المواطنة كالحرية أو المساواة أو التضامن مع تحديد الأهداف وتفصيلها وإمكانية تحقيقها بحيث تكون في مستوى القدرات والإمكانيات المتاحة.

-       تحديد الفئة المستهدفة بمعرفة مجالها ومواصفاتها العمرية والعقلية والاجتماعية وذلك بارتباط مع الأهداف المسطرة.

-      البحث وعن المادة العلمية (وثائق ،استطلاعات..) ثم تحليلها بعد حصر الموارد المالية والبشرية والتنظيمية والجهات المتعاونة لإنجاح المشروع، كالإدارة وهيئة التدريس أو إحدى مكونات المجتمع المدني .
بعد وضع التصور ينبغي وضع تخطيط ممنهج، وذلك

-       صياغة النص التواصلي انطلاقا من المادة العلمية المتوفرة مع وضوح المحتوى وتوجيهه لخدمة الأهداف المسطرة حتى يؤثر في فكر وسلوك المتلقي مع استثمار الدعامات التواصلية المناسبة ومراعاتها الوقت المخصص للبرنامج.

-      ضبط العمليات، بتحديد عدد المتدخلين والمشاركين وفضاءات النشاط وتوزيع الأدوار حسب الرغبات ووضع آليات للتتبع والتقويم.

-      البحث عن المادة العلمية (وثائقاستطلاعات..) ثم تحليلها بعد حصر الموارد المالية والبشرية والتنظيمية والجهات المتعاونة لإنجاح المشروع، كالإدارة وهيئة التدريس أو إحدى مكونات المجتمع المدني .
2ـ تطبيق خطوات إعداد برنامج إعلامي:

-      اختيار برنامج إعلامي يتوخى النهوض بقيم المواطنة: دور مدونة الأسرة في النهوض بوضعية المرأة تمدرس الفتاة القروية، محاربة الاستغلال الجنسي للأطفال، ترشيد استعمال الماء الصالح للشرب....

-      تحديد الصيغة الإعلامية للبرنامج: حوار إذاعي، مقابلة مصورة، مقال صحفي، ملصق إشهار...

-      استحضار البطاقة الوطنية الواصفة لخطوات البرنامج الإعلامي وتطبيقها.

 تعتبر مساهمة الجميع في اقتراح برامج إعلامية للنهوض بقيم المواطنة وسيلة  من وسائل بناء المجتمع المدني الحديث .

قراءة 6877 مرات

رأيك في الموضوع